{هَذَآ} الملك الواسع، والعلم الكبير، والتسخير العظيم {عَطَآؤُنَا} الذي أعطيناكه؛ استجابة لدعوتك:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِي}{فَامْنُنْ} على من شئت؛ مما أعطيناك من الملك الذي لا حدود له {أَوْ أَمْسِكْ} لا تعط أحداً {بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي لا نسألك: لم مننت؟ ولم أمسكت؟ أو المراد:«فامنن» على من شئت من الشياطين؛ بالإطلاق «أو أمسك» دع من شئت
⦗٥٥٧⦘ منهم في قيده وعبوديته. وهذا وقد تخبط كثير من المفسرين في تأويل هذه الآية؛ تخبطاً شنيعاً، وقال فيه قولاً لا يتفق وجلال القرآن فقال قائلهم: إن معنى قوله تعالى {هَذَا عَطَآؤُنَا} إشارة إلى ما أعطاه الله من القوة على الجماع، وأن «فامنن» مشتقة من المني. وهو قول بالغ غاية البذاءة والأعجب من ذلك أن ينسبوه لابن عباس - حبر الأمة، وترجمان القرآن - وعلم الله تعالى أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بريء من هذا القول وأشباهه