{لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} ترتاحوا وتناموا {وَالنَّهَارَ مُبْصِراً} تبصرون فيه ما تريدون، وتعملون فيه ما ترغبون {ذَلِكُمُ} الخالق للسموات والأرضين، المالك ليوم الدين، المستجيب للداعين، الجاعل الليل سكناً وراحة للنائمين، والنهار مبصراً للمشتغلين والعاملين «ذلكم» هو {اللَّهِ} رب العالمين {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} مبدع الكائنات وما فيها ومن فيها، وخالق كل ما أحاط به علمكم، وما لم يحط به، وما خطر في أذهانكم، وما لم يخطر لكم على بال {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} وحده؛ واجب الوجود، والعبودية {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} فكيف تصرفون عن معرفته؛ وقد ظهرت لكم الحجج على وحدانيته؟ وعن عبادته؛ وقد بانت لكم الدلالات على قدرته؟ {كَذَلِكَ} أي كما صرفتم عن الحق الواضح، وعن معرفته تعالى؛ مع قيام الأدلة والبراهين على ألوهيته {يُؤْفَكُ} يصرف {الَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ} كتبه، ودلائل ربوبيته {يَجْحَدُونَ} يجحدون بها، ولا يلتفتون إليها، ولا يتدبرونها