{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً} بطانة الرجل: خاصته وأصدقاؤه. ومنه بطانة الثوب؛ لملاصقتها له {مِّن دُونِكُمْ} أي من غير دينكم وجنسكم؛ لأن الأجنبي لا يعمل لخيرك، بل يدس ويكيد لك؛ فوجب الابتعاد عنه، والاحتراس منه؛ قال تعالى:{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}{لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} أي أنهم لا يقصرون في إفسادكم، وإيصال الضرر بكم {وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ} أي ودوا ضرركم أشد الضرر وأبلغه؛ وهو من العنت: أي المشقة {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بما يقذفونكم به من سباب، وما ينطقون به من كفر وهجر
{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} مما بدا من أفواههم