للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} فلم يؤمنوا بها؛ واتخذوا لقدرة الله تعالى وآياته أسباباً؛ كقولهم: إن المطر بالنوء، وإن الزلازل من تفاعلات أرضية، وإن البراكين ترجع إلى أسباب طبيعية؛ كتسرب ماء البحار وتبخره من الحرارة ومحاولته الخروج، وإن الأرض والكواكب تدور في أفلاكها بقوى مغناطيسية، ودوافع جاذبية، وإن الأرض كانت قطعة من الشمس فزالت منها، وانفصلت عنها؛ وهم بهذه التعلات والأسباب يحاولون أن يسندوا كل كائن إلى أسباب طبيعة؛ يدفع بعضها بعضاً بغير حاجة إلى موجد أو إلى صانع؛ ناسين الخالق الرازق، القادر

⦗٢٠٠⦘ القاهر، العظيم الجبار؛ فتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} وهؤلاء المكذبين: كذبوا بآيات الله تعالى {وَلِقَآءِ الآُخِرَةِ} وهي القيامة، والبعث، والحساب، والجزاء {حَبِطَتْ} بطلت {أَعْمَالَهُمْ} التي عملوها في الدنيا؛ فلا يقام لها وزن؛ فكم من عالم: ملأ علمه طباق الأرض؛ وسارت مخترعاته في طولها والعرض؛ وهو من أهل النار: لكفره بالله، وإيمانه بالقوى التي أوجدها الله بقدرته ومشيئته وكم من جاهل: صفت نيته، وحسنت عبادته؛ وآمن بمولاه؛ فكان من أهل النجاة {هَلْ يُجْزَوْنَ} أي هل يجزى هؤلاء المكذبون الغافلون؛ يوم القيامة من العذاب {إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي إلا جزاء ما عملوا في الدنيا