{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ} أي خلق أصل الإنسان «آدم» من تراب {ثُمَّ} خلقكم {مِن نُّطْفَةٍ} مني. (انظر آية ٢١ من سورة الذاريات){ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً} أنصافاً، أو ذكراناً وإناثاً {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ} المعمر: طويل العمر. أي ما يزاد في عمر طويل العمر {وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ} هو اللوح المحفوظ؛ مكتوب فيه تلك الزيادة، وذلك النقصان. قيل: إن الزيادة: هي ما يستقبله من عمره، والنقصان: ما يستدبره منه. ونقصان الأعمار وزيادتها: أمر مسلم به، مقطوع بوقوعه: فالإحسان، وبر الوالدين، والصدقة، وصلة الرحم؛ فهي - فضلاً عن أنها مرضاة للرب - تطيل الأجل، وتزيد القوة، وتنمي الصحة، وتضفي السعادة قال:«من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره - عمره - فليصل رحمه» وقد ورد أنه مكتوب في اللوح المحفوظ: عمر فلان كذا؛ فإن وصل رحمه: زيد في عمره كذا {إِنَّ ذَلِكَ} النقصان والزيادة {عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} هين لا يشق عليه