{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} أي أسافلنا؛ وغاب عنهم أنهم هم الأسافل ولكن لا يعلمون. وقد يقصد بالأراذل: الفقراء - رغم أنهم أحباء الله تعالى وأسباب جنته - فبإكرامهم تستمطر الرحمات، وبالإحسان إليهم تجتلب البركات وبارضائهم يرضى الغني على عباده؛ فيهبهم رحمته، ويدخلهم جنته
هذا والغنى من أهم أسباب البعد عن الله: إذا لم يكن مقروناً بالشكر والإنفاق؛ والفقر من أسباب القرب إلى الله: إذا كان مقروناً بالرضا والصبر؛ فإذا انعدما: كان الفقير مبعداً من الله تعالى؛ وبذلك يكون خاسراً لدنياه وآخرته و {ذلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} جعلنا الله تعالى من الشاكرين في النعماء، الصابرين في الضراء {بَادِيَ الرَّأْيِ} أي اتبعوك ابتداء من غير روية ولا تفكر {وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} فتستحقون به أن نتبعكم