للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} خلقنا {لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ} خلقناهم ليؤمنوا بي وبرسلي؛ فكفروا بي وكذبوا رسلي. ومهدنا لهم سبيل الهدى؛ فاتبعوا الهوى، وأبنا لهم طريق الرشد؛ فأبوا إلا طريق الغي {لَهُمْ قُلُوبٌ} كسائر قلوب الناس؛ خلقناها لهم ليفقهوا بها؛ ولكنهم وضعوا عليها أكنة وأقفالاً تمنعها من الفهم؛ فأضحوا {لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ} خلقناها لهم للإبصار والاستبصار، وللتفرقة بين النافع والضار، وللنظر إلى دلائل قدرته تعالى بعين الاعتبار؛ لكنهم وضعوا عليها غشاوة فعموا عن رؤية الحق، وأصبحوا {لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ} خلقناها لهم للاستماع إلى النصح والرشد؛ لكنهم صموا عن سماع الهدى؛ فأمسوا {لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ} فحق عليهم وصف ربهم {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} سبيلاً من الأنعام، و {أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} عما ينجيهم