{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ} أي لا تتخذوا الكفار - الذين هم أعدائي: فلا يؤمنون بي، وأعداؤكم: فيسعون في إيصال الأذى بكم - أولياء توالونهم؛ وتتخذون منهم أصدقاء وأحباء {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} بالحب، ومظاهر الاحترام. وكيف يكون هذا حالكم معهم {وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ الْحَقِّ} الإسلام والقرآن. ولم يكتفوا بكفرهم وتكذيبهم؛ بل بلغ من إيذائهم أنهم {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} من مكة {أَن تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} أي لأنكم تؤمنون ب الله ربكم {إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِي} فاحذروا ذلك؛ إذ أن خطر المنافق في الحرب أبلغ من خطره في السلم {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} وهذا غير لائق بالمؤمنين {وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}{وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ} لا تخفى منكم خافية {وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ} أي يوالي العصاة، والكافرين، والمنافقين، ويوادهم {فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ} أخطأ طريق الحق والصواب؛ لأنهم