{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ} من الأمم المتقدمة مثل تكذيبهم {وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ} أي وما بلغ أهل مكة عشر ما أوتي الأولون من طول الأعمار، وقوة الأجسام، وكثرة الأموال والأولاد. وقيل: المعشار: عشر العشر، أو هو عشر عشر العشر؛ فيكون جزءاً من ألف. ولعله المراد: لأنه أريد به المبالغة في التقليل. وقد يكون المعنى: وما بلغ المكذبين الذين من قبلهم معشار ما آتينا أمتك من العلم والبيان، والحجة والبرهان؛ فهم أولى الأمم بالإيمان، وأجدرهم بالإيقان {فَكَذَّبُواْ رُسُلِي} أي كذبت الأمم السابقة رسلي؛ كما كذبك قومك {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} النكير: تغيير المنكر؛ أي فكيف كان تغييري لمنكرهم، واستئصالي وتدميري لهم؟