{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ} الذين تخلفوا عن الجهاد {بِمَقْعَدِهِمْ} أي بقعودهم {خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ} أي بعد ذهابه للجهاد، أو قعدوا مخالفين له {وَقَالُواْ} لبعضهم، أو قالوا للمسلمين {لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ} أي لا تخرجوا للقتال في الحر لئلا يؤذيكم {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً} فإن كنتم تخشون الجهاد في الحر الذي يطيقه ويتحمله كل مخلوق - والجهاد موصل إلى ظل الجنة الوارف، ونعيمها الدائم - فكيف بنار جهنم الذي لا يطيقه الصخر، ويذوب من حره صم الجلاميد؟ وهل الوصول إلى الجنة بطريق مشوب بالحر المحتمل أولى، أم الوصول إلى الجحيم بطريق ممتلىء بالهواء العليل، والجو الجميل؟