{وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} حفظته {فَنَفَخْنَا فِيهِ} أي نفخ جبريل في فرجها بأمرنا {مِن رُّوحِنَا} المخلوقة لنا؛ قال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} يهبها لمن يشاء إحياءه، أو المراد: نفخنا في فرجها بواسطة روحنا؛ الذي هو جبريل. وقد تأول قوم الفرج هنا: بالخرق، أو الفتق في درع مريم؛ وهو ليس بشيء. وإنما ألجأهم إلى هذا التأويل: خشية أن يقول قائل: إنما كانت ولادتها لعيسى عن الطريق المعهود لسائر من يولد من البشر {وَصَدَّقَتْ} آمنت {بِكَلِمَاتِ رَبَّهَا} شرائعه، وأحكامه، وأوامره، ونواهيه. أو المراد «بكلمات ربها» عيسى عليه السلام؛ لأنه كلمة الله؛ يؤيده قراءة من قرأ «بكلمة ربها»{وَكُتُبِهِ} أي وآمنت بكتبه. يعني التوراة والإنجيل، وما أنزل من قبل {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} المطيعين العابدين.