{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} كفروا مثل كفرهم، وأضلوا مثل إضلالهم {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ} قوضه وخربه {مِّنَ الْقَوَاعِدِ} من الأساس؛ حتى لا تقوم له قائمة بعد {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ} أي وهم تحته فهلكوا. وقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن هذا الكلام على حقيقته؛ وأن المراد به نمرود بن كنعان - الذي حاج إبراهيم في ربه - أو جباراً آخر من جبابرة
⦗٣٢٢⦘ النبط أو بختنصر، أو هامان. والذي أراه أن الله تعالى شبه هلاك الأمم المتقدمة واستئصالهم: بمن أقاموا في بيت انهارت أسسه؛ فخر عليهم سقفه {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} ولا يتوقعون
ويصح أن يكون الكلام على حقيقته؛ إذا أطلق على الأمم المتقدمة: كقرى قوم لوط، قال تعالى في وصف تعذيبهم {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} وذلك بأن أتى قواعدها؛ بأن زلزل أرضها زلزالاً عنيفاً، ورفعها بما فيها ومن فيها؛ وجعل عاليها سافلها: فصارت سماؤها أرضاً، وأرضها سقفاً {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ}