{أَوْ كَظُلُمَاتٍ} أي إن أعمال الكفار «كسراب بقيعة، أو كظلمات»{فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ} عميق، بعيد الغور، كثير الماء {يَغْشَاهُ} أي يغطي هذا البحر العميق {مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ} أي من فوق هذا الموج {مَوْجٌ} آخر {مِّن فَوْقِهِ} أي من فوق هذا الموج؛ الذي هو فوق الموج الأول {سَحَابٌ} غيم؛ فتجتمع من هذه الظلمات، والبحر، والأمواج المتراكبة المتكاثرة، والغيوم المتكاثفة {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ} الناظر، أو الواقع في هذا البحر {يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} لما أحاط به من الظلمات
وهو مثل آخر ضربه الله تعالى لأعمال الكفار؛ فمثل أعمالهم بالظلمات؛ لأنها كلها مبنية على الخطإ والزيغ والفساد، ومثل اضطراب قلوبهم، وعدم استقرارها، وتغشيتها بالحيرة والضلالة: بالبحر اللجي
⦗٤٣٠⦘ المتلاطم بالأمواج؛ إلى غير مقصد، وعلى غير هداية، ومثل جهلهم الذي غطى على عقولهم، وران على قلوبهم: بالسحاب {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً} يسترشد به في الملمات، ويهتدي به في الظلمات {فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} يوصله إلى الأمن والنجاة والسلامة