أي ليشهد بينكم {إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} أي حضرت أسبابه ومقدماته؛ كاشتداد المرض، والنزع {حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ} مشهود لهما بالتقى والورع والصلاح {مِّنْكُمْ} من دينكم وملتكم {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} أي من غير دينكم وملتكم - إذا لم يوجد الأولان - وذلك لأن الوقت وقت ضرورة ملحة؛ وليس في الإمكان أن نطلب ممن يعالج سكرات الموت أن ينتظر حتى يعثر على المؤمنين الأتقياء الصلحاء وقالوا بعدم جواز شهادة غير المسلم على المسلم؛ إلا في الوصية - بشرط أن تكون في حال السفر - وقيل:{مِّنْكُمْ} أي من أقاربكم؛ لأنهم أعلم بأحوال الميت {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} أي من الأجانب المؤمنين {إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ} سافرتم فيها {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} أي فمتم بعد أن أديتم إلى الشاهدين ما تملكون، وأوصيتم بما تريدون؛ فإن قاما بما استودعاه، وأديا ما ائتمنا عليه، وارتاح ورثة المتوفى لتصرفهما؛ فقد تم أمر الله.
أما إذا توهم الورثة كذبهما أو خيانتهما؛ فما عليكم إلا أن {تَحْبِسُونَهُمَا} تمسكونهما {مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ} وقد كانوا يجلسون للحكومة بعد صلاة العصر {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ} يحلف الشاهدان به تعالى {إِنِ ارْتَبْتُمْ} إن شككتم فيهما؛ ويقولان:{لاَ نَشْتَرِي بِهِ} أي بالحق الذي استودعناه وائتمنا عليه، أو لا نشتري بالحلف ب الله {ثَمَناً} عوضاً؛ ولا نبيع أخرانا بدنيانا {وَلَوْ كَانَ} المتوفى، أو صاحب المصلحة المقسم له {ذَا قُرْبَى} يهمنا أمره {وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّآ إِذَاً لَّمِنَ الثِمِينَ} المستوجبين للعقاب إذا كتمنا الشهادة