{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} يسرق السارق - حين يسرق - وهو آمن مطمئن؛ لا يخشى شيئاً: اللهم سوى ذلك السجن الذي يطعم ويكسى ويعالج فيه؛ فيقضي مدة العقوبة التي فرضها عليه القانون الوضعي، ويخرج من هذا السجن وهو إلى الإجرام أميل، وعلى الشر أقدر يدل على هذا أن تعداد الجرائم يزداد يوماً عن يوم، وعاماً عن عام، وذلك لقصور العقل البشري وعجزه عن الوصول للشفاء النافع، والدواء الناجع أما عقوبة قطع يد السارق فالذي وضعها الرحيم الرحمن، الذي هو أعلم بالإنسان من الإنسان؛ وها هي ذي بلاد الحجاز - رغم فقر أهلها وعوزهم - فلا تكاد تسمع بوقوع سرقة فيها؛ حتى أن الإنسان ليقع منه الدرهم فيتذكره فيعود إليه فيجده في موضعه بعد أيام؛ حيث لا يجسر أحد أن ينظر إليه، فضلاً عن أن يمد يده لأخذه وما ذلك إلا بفضل انتشار الأحكام الدينية؛ جزى الله تعالى القائمين بها خير الجزاء وها هي ذي أوروبا وأمريكا تناديان بوجوب تغيير هذه القوانين الوضعية؛ حيث لم تعد صالحة لردع النفوس الشريرة؛ بدليل ازدياد الجرائم؛ فللَّه ما أحلى هذا الدين، وأجمل تعاليمه وشرائعه {جَزَآءً بِمَا كَسَبَا} من إثم السرقة
⦗١٣٤⦘ {نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ} النكال: العبرة للغير. أي ذلك القطع عبرة منالله: يعتبر بها الغير؛ فيتجنب أسبابها