{وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ} أي لا تخاطبوه {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} كمخاطبة بعضكم بعضاً {أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} أي لئلا تبطل أعمالكم. وفي هذا ما فيه من الحث على توقير العلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - وتعظيم الأتقياء والصلحاء؛ أسوة بتوقير سيد الأنبياء {يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ} يخفضونها تعظيماً لرسولالله. وفي هذه الآيات من علو شأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما لا يخفى وقد أجمع العلماء - قياساً على ذلك - على أنه لا يجوز رفع الصوت عند تلاوة حديثه الشريف، ولا عند قبره المعظم {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} اختبرها {لِلتَّقْوَى} وأخلصها: طهرهم من كل قبيح، وهيأهم لكل مليح، وأسكن قلوبهم محبته وخشيته