{وَتَحْسَبُهُمْ} إذا رأيتهم {أَيْقَاظاً} منتبهين؛ لأن أعينهم منفتحة {وَهُمْ رُقُودٌ} نيام {وَنُقَلِّبُهُمْ} أثناء نومهم {ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} لئلا تأكل الأرض لحومهم؛ وقد يكون التقليب بواسطة ملك يأمره الله تعالى به، أو بفعلهم هم - بتوفيق من الله تعالى - كما يفعل النائم حال نومه؛ ولذا يحسبهم الرائي أيقاظاً؛ لتقلبهم وانفتاح أعينهم {بِالوَصِيدِ} عتبة الكهف. والباب الموصد: المغلق {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} لما حفهم الله تعالى به من الهيبة، وأحاطهم به من العظمة؛ وقد منعهم الله تعالى من الناس بالرعب: لئلا يقربوا منهم، ويعبثوا بهم؛ فصاروا بحيث لا يستطيع أحد قربهم أو الدنو منهم. أما من قال: إن الفرار منهم والرعب بسبب طول شعورهم وأظفارهم؛ فليس بشيء: لأنهم حين استيقظوا قال بعضهم لبعض {لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}