للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} أي كافراً فهديناه للإيمان؛ الذي هو حياة القلوب والنفوس {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً} هو نور الإيمان واليقين؛ يهدي به الله تعالى أولياءه الصالحين أو هو نور العلم والمعرفة {يَمْشِي بِهِ} أي بهذا النور {فِي النَّاسِ} يهديهم بهديه، ويرشدهم إلى ما ينجيهم في دنياهم وأخراهم {كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ}

ظلمات الكفر والجهل والخطيئة. (انظر آية ١٧ من سورة البقرة) {لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} أي من هذه الظلمات. وكيف يخرج منها وهو لم يحاول الخروج، ولم يسع إليه، ولم يفكر فيه؟ {كَذلِكَ} كما زين للمؤمنين إيمانهم {زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقد زين الله تعالى للمؤمنين أعمالهم، وللكافرين أعمالهم؛ بعد عرض الإيمان عليهم جميعاً: فآمن المؤمنون، وكفر الكافرون يؤيد هذا المعنى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} فترى أن التزيين قد حصل بعد عدم الإيمان