{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني قريشاً {وَصَدُّوكُمْ} منعوكم {عَنِ} بلوغ {الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} عام الحديبية؛ وقد أحرم المؤمنون بعمرة {وَالْهَدْيَ} هو ما يهدى إلى الحرم من البُدُن {مَعْكُوفاً} محبوساً بفعل المشركين
{أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} مكانه الذي ينحر فيه عادة؛ وهو الحرم {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ} موجودون بمكة مع المشركين؛ وهم المستضعفون {لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ} لم تعرفوهم، أو لم تعلموا إيمانهم {أَن تَطَئُوهُمْ} تقتلوهم خطأ مع الكفار {مَّعَرَّةٌ} إثم وعيب. أي لولا ذلك؛ لأن الله لكم في دخول مكة، والفتك بمن فيها. ولعل المراد {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ} في أصلاب هؤلاء الكفار «لم تعلموهم» والله تعالى يعلمهم «أن تطئوهم» بقتل من هم في أصلابهم «بغير علم» منكم بما فعلتم. لولا ذلك لأذن الله تعالى لكم في قتلهم؛ وذلك {لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ} من هؤلاء الذراري المؤمنين {لَوْ تَزَيَّلُواْ} تفرقوا، وتميزوا عن الكفار، وخرجوا من أصلابهم إلى عالم الظهور {لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ} من أهل مكة، وأبحنا لكم فتحها وقتال من فيها