{أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ} الحرائر العفيفات إمائكم {الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ} أي ليتزوج أحدكم أمة أخيه أو صديقه - ما دامت قد أظهرت إيمانها - والله أعلم بسرائركم {بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ} أي إنكم جميعاً بنو آدم؛ قد خلقتم من نفس واحدة؛ فلا داعي أن تستنكفوا من زواج الإماء المؤمنات؛ حيث إنكم في ضيق لا يمكنكم من زواج الحرائر؛ أليس الزواج بالأمة خير من الوقوع في الزنا؟ {فَانكِحُوهُنَّ} تزوجوا الإماء
{بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} مواليهن {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مهورهن {بِالْمَعْرُوفِ} على ما تراضيتم به؛ من غير مطل {مُحْصَنَاتٍ} عفيفات {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} زانيات {وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} جمع خدن: وهو الخليل {فَإِذَآ أُحْصِنَّ} زوجن {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ} أي زنين {فَعَلَيْهِنَّ} أي على الإماء من الحد {نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ} الحرائر {ذلِكَ} الذي أبحته لكم من زواج الإماء {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ} الزنا. وأصل العنت: الضيق والضرر والمشقة
⦗٩٧⦘ {وَأَن تَصْبِرُواْ} عن المعاصي، وعلى الطاعات {خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ} لما فرط منكم؛ إن أصلحتم أمور أنفسكم فيما بينكم وبينه {رَّحِيمٌ} بكم؛ لا ينهاكم إلا عما فيه الضرر المحيق بكم، ولا يأمركم إلا بما فيه المصلحة الدنيوية والأخروية لكم