{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} في منامكما كالعنب والخبز الذي رأيتماه {إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا} أخبرتكما {بِتَأْوِيلِهِ} بما يؤول إليه رؤية ذلك. {قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا} تأويله. وقد يكون المعنى:«ترزقانه» أي تطعمانه «إلا نبأتكما بتأويله» أي بما يؤول إليه ذلك الطعام من عناصر وأخلاط. وأن يكون يوسف عليه السلام قد منحه الله تعالى - من جملة ما منحه - علم خواص الأغذية {ذلِكُمَا} العلم الذي ذكرته {مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} وأفاضه عليَّ {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} لا يؤمنون بالبعث. قال تعالى:{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} قيل: إن يوسف عليه السلام علم مكروه الإجابة على أحدهما؛ فحاول أن يتكلم في موضوع آخر ليصرفهما عما طلباه من تأويل رؤياهما فلم يدعاه بل ألحا عليه؛ فعدل أيضاً عن إجابتهما قائلاً