{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ} أي أرسل إليهن الملك، وقال لهن: ما شأنكن {إِذْ رَاوَدتُنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ} هل وجدتن منه ميلاً إليكن؛ كالميل الذي بدا منكن إليه؟ {قُلْنَ حَاشَ للَّهِ} تعجباً من خلق إنسان كامل عفيف مثله {مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ} قط {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} التي كان يوسف في بيتها، وراودته عن نفسه، واتهمته بإرادة السوء بها؛ لما رأت قول النسوة:{حَاشَ للَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ} جاشت في صدرها عوامل الحب الدفين، مع الإكبار، ورغبت في الصدق الصراح؛ بعد أن ناءت بحمل الكذب المبين، طوال هذه السنين قالت:{الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} وضح وظهر {أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} في دفاعه عن نفسه