{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ما عرفوه حق معرفته، وما عظموه حق عظمته، وما عبدوه حق عبادته {إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} كأنهم يريدون أن ينزل إليهم ربهم بنفسه، أو ينزل لهم بعض ملائكته؛ كسابقيهم في الكفر: الذين قالوا لرسولهم: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً} وقالوا {لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً}{قُلْ} لهم: كيف تقولون ذلك وقد تحققتم من نزول الكتاب على بشر من قبلي؛ وإلا فقولوا لي {مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ} أوراقاً مفرقة؛ أي كسائر الأوراق، وهو ليس كسائرها
⦗١٦٤⦘ {تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} تبدون منها ما يروق لكم من الأحكام، وتخفون كثيراً مما يثقل عليكم؛ وهو خطاب لليهود {قُلِ اللَّهُ} جواب لقوله: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى}{ثُمَّ ذَرْهُمْ} دعهم واتركهم {فِي خَوْضِهِمْ} باطلهم الذي يخوضون فيه