للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ} أي مثل ما ينفق الذين كفروا {فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} من بر، وصدقة، وصلة رحم {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} الصر: برد يضر الحرث والنبات {أَصَابَتْ} تلك الريح {حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ} بارتكاب المعاصي، وتعريض أنفسهم للعقاب {فَأَهْلَكَتْهُ} أي أهلكت الريح ذلك الحرث. وقد وصف تعالى المؤمنين في إنفاقهم - وما يجلبه هذا الإنفاق عليهم من أجر عظيم، وخير عميم - بقوله جل شأنه {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ} فضاعف تعالى أجر المؤمن المنفق إلى سبعمائة؛ ووعد أيضاً بأن يضاعف له هذه السبعمائة أضعافاً مضاعفة {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ} هذا مثل المؤمن المنفق؛ أما مثل إنفاق الكافر فقد مثله الله تعالى بالريح التي تعصف بالنبات والأقوات، وتهلك الزرع والضرع {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} بذلك الجزاء {وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالكفر