{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} أي عمن ذكر؛ لضيق ذات يدك، وفقر به الله امتحنك {ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ} أي طلباً لرزق يأتيك؛ فتوفي به ما عليك مما أمرك الله تعالى به، وألزمك بأدائه.
ومن عجب أن نرى في زماننا بعض من أفاء الله تعالى عليهم بالمال الكثير، والرزق الوفير؛ وقد بدلوا نعمة الله كفراً؛ وجزوا والديهم عقوقاً وخذلاناً، وأقربائهم ذلاً وحرماناً، ومساكينهم قهراً ونهراً؛ في حين أنهم في سعة من العيش؛ يسرفون في ملذاتهم وشهواتهم بغير حساب بينا نجد فقيراً مدقعاً يتعثر في أسماله، ولا يكاد يفي بحاجة عياله؛ إذا به يقتطع من قوته فيعطي الأبوين والأقرباء، ولا ينسى المساكين والفقراء وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله يجزي العاملين، ويتولى الصالحين {فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً} سمحاً سهلاً: بأن تعدهم بالإعطاء، عند حلول العطاء، وبأن توسع عليهم عندما يغدق المولى
⦗٣٤٢⦘ عليك وبذلك يكون رفقك سبباً في رزقك، وسخاؤك سبباً في رخائك