{لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ} يعاهدونك بالحديبية: على الجهاد، وبذل النفس والنفيس؛ في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وبسط دينه، ونصرة نبيه {تَحْتَ الشَّجَرَةِ} هي سمرة كانوا يستظلون بها وقتذاك. وقد قطعها عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه؛ حين رأى - بعد رفع الرسول عليه الصلاة والسلام - طواف المسلمين بها، وتعظيمهم لها؛ وهم حديثو عهد بالجاهلية وعبادة الأصنام {فَعَلِمَ} الله تعالى {مَا فِي قُلُوبِهِمْ} من الإيمان، والصدق، والوفاء {فَأنزَلَ السَّكِينَةَ} الطمأنينة {وَأَثَابَهُمْ} جازاهم {فَتْحاً قَرِيباً} نصراً عاجلاً؛ اطمأنت به قلوبهم: وهو فتح خيبر؛ عند انصرافهم من الحديبية