للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} كل ما طاف وغلب؛ من مطر، أو مرض، ونحوهما: فهو طوفان. ومنه قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ} وورد: أنه الموت المتتابع الذريع؛ ولعله الطاعون. وقيل: هو طوفان من الماء؛ أحاط بهم، ودخل منازلهم، وعلا حتى وصل إلى حلوقهم سبعة أيام {وَالْجَرَادَ} سلطه الله تعالى عليهم؛ فلم يدع لهم طعاماً يأكلونه {وَالْقُمَّلَ} وهو السوس الذي يأكل الحنطة فلا يدع إلا قشرها؛ أفنى الجراد ما زرع ليؤكل، وأباد السوس ما أعد للأكل، وقيل: «القمل» صغار الجراد؛ الذي لا أجنحة له، أو هو قمل الرأس المعروف {وَالضَّفَادِعَ} امتلأت الدنيا بها من حولهم؛ حتى إن الرجل ليفتح فمه ليتكلم؛ فتثب واحدة منه فتدخل في فيه {وَالدَّمَ} قيل: صارت مياههم دماً.

وقيل: هو الرعاف. وقد أرسل الله تعالى عليهم هذه الآفات {آيَاتُ} عظات {مّفَصَّلاَتٍ} ظاهرات؛ لا يخفى على عاقل أنها من عند الله. أو {مّفَصَّلاَتٍ} بمعنى متفرقات {فَاسْتَكْبَرُواْ} عن الإيمان، ولم يجيبوا داعي الرحمن