{إِن يَشَأْ} تعالى {يُسْكِنِ الرِّيحَ} التي تدفع السفن، أو يمنع خاصية الماء في حملها؛ فيتخلى عما على ظهره {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ} ثوابت لا تجري {عَلَى ظَهْرِهِ} أو غرقى في قعره وهو أمر مشاهد محسوس؛ فقد تكون سفينة من أضخم البواخر؛ وأقوى المواخر: فيدركها أمر الجبار القهار؛ فتنهار في قعر البحار: بغير سبب ظاهر سوى إرادته، ولا علة غير مشيئته وكيف تقوى على السير؛ وقد تخلى عن حفظها القدير الحكيم؟ وقد تكون سفينة أخرى من أخس المراكب، وأحقر القوارب: تسير في خضم الأمواج، وسط العجاج؛ كالسهم المارق، وكالسيل الدافق؛ وما ذاك إلا بحفظ الحفيظ العليم، الرحمن الرحيم {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ} دلالات على قدرته تعالى {لِّكُلِّ صَبَّارٍ}
كثير الصبر على الطاعة، وعن المعصية، وعلى البلاء الذي يقدره الله تعالى {شَكُورٍ} كثير الشكر على ما يوليه المولى من فضله وأنعمه