{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم} ناحيتهم {حِجَاباً} ستراً يسترها عن الناس. قيل: لتغتسل من حيضتها {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا} هو جبريل عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً} أي كالبشر. والملائكة: أجسام نورانية؛ تتشكل - بأمر الله تعالى - كيف شاءت {سَوِيّاً} أي مستوي الخلقة؛ فلا هو بالكسيح، ولا الأعمى؛ بل حسن الوجه، مستوي الجسم {قَالَتْ} مريم؛ لما رأته معترضاً طريقها {أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} أي إن كنت ممن يتقي الله ويخافه، ويخشى غضبه وعذابه: فلا تتعرض لي بسوء {قَالَ} جبريل: لا تخافي يا مريم، ولا تخشى سوءاً {إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ} إليك {لأًّهَبَ لَكِ} بأمره وقدرته {غُلاَماً زَكِيّاً} طاهراً مباركاً وقرىء «ليهب لك» أي ربك