للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - قال تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (١).

وجه الدلالة: أن أحد عمال الملك تكفل بضمان حمل البعير الذي جعل لمن جاء بصواع الملك، وذلك بقوله: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}، وهذا يدل على جواز الضمان.

وقد فسر عبدالله بن عباس (٢)

- رضي الله عنهما - وغيره من التابعين كلمة {زَعِيمٌ} بالكفيل (٣).

وقال أبو عبد الله القرطبي (٤): «والزعيم والكفيل والحميل والضمين والقبيل سواء، والزعيم: الرئيس» (٥).


(١) سورة يوسف، الآية [٧٢].
(٢) هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس، القرشي الهاشمي، حبر الأمة وترجمان القرآن، من صغار الصحابة، ولد قبل الهجرة بثلاث في الشعب، حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن عمر وعلي وغيرهم، روى عنه عكرمة وطاووس ومجاهد وغيرهم، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفقه في الدين وبمعرفة التأويل، توفي سنة ٦٨ هـ، وقيل غير ذلك.

انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٣١)، الإصابة (٤/ ٩٠).
(٣) تفسير الطبري (٧/ ٢٥٦ - ٢٥٧)، الدر المنثور (٤/ ٥١).
(٤) هو العلامة المفسر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح، أبو عبد الله، الأنصاري الأندلسي القرطبي، سمع من أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي وأبي علي الحسن بن محمد بن محمد البكري وغيرهما، كان من العلماء العباد، شغل وقته بالعبادة والتصنيف، فترك مصنفات عدة منها: "جامع أحكام القرآن" و"التذكرة بأمور الآخرة" و"شرح أسماء الله الحسنى" وغيرها، توفي سنة ٦٧١ هـ.
انظر: الديباج المذهب (ص ٤٠٦ - ٤٠٧)، شذرات الذهب (٥/ ٣٣٥)، الأعلام (٥/ ٣٢٢).
(٥) الجامع لأحكام القرآن (٩/ ١٥١).

<<  <   >  >>