للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا اندملت الجراحة: فإن كان الجرح أكثرَ من الشين، أوجبنا موجَبَ الجرح، وإن كان الشين أكثر أوجبنا حكومة الشين.

وهذا النص مشكلٌ جدّاً؛ وذلك أن الجراحة [إذا] (١) اندملت، وظهر شين حواليها، كتغير لون، أو استحشافٍ، فالمصير إلى الفرق بين الجراحة والشين لا معنى له، فإن الجراحة إذا اندملت، فمحلها -إذا بقي الأثر- شينٌ، ينطلق على أثرٍ [مُتكَرَّه] (٢) يؤثِّر مثله في نقصان القيمة، [ثم] (٣) إنه ينقسم، فقد يكون [تغيّر] (٤) لون، وقد يكون [نحولاً] (٥) واستحشافاً، وقد يكون [ثُغرة] (٦) تبقى، ولا ينبت اللحم فيها، وقد يكون تغيّرَ لون (٧)، وقد يكون [لحمةً] (٨) زائدة، فهذا كله يسمى شيناً، فإذا اندملت الجراحة، وبقي في موضعها أثر وحواليها شين، فهذا التفصيل فيه لبس؛ [فإن] (٩) كل شين وإن اختلفت صفاته، فالوجه المقطوع به أن السراية إذا انتهت، وبقي الأثر، فتجب الحكومة في الأثر الباقي، وليس للإتْباع وذكر الأقل والأكثر معنى، وقد اختار القاضي هذا المسلك، وهو الذي لا يجوز غيره.

١٠٦٧٨ - ثم [نسرد] (١٠) ما ذكره الأئمة: قالوا: ننظر إلى أثر الجرح، يعني ما بقي على محل الجراحة من نقصان عن الاستواء أو زيادة على اعتدال الخلقة، وننظر


(١) زيادة من المحقق.
(٢) في الأصل: "متكرره". والمتكرَّه اسم مفعول من تكرَّه الشيء إذا كرهه، ولفظ الغزالي والرافعي (المنكر) واخترنا ما اخترناه -على ثقله- لالتزامنا بلفظ الأصل أو أقرب لفظ إليه ما أمكن.
(٣) زيادة اقتضاها السياق.
(٤) في الأصل: "بغير".
(٥) في الأصل: "محلاً".
(٦) في الأصل: "أثره"، والمثبت من كلام الرافعي حاكياً إياه عن الإمام، وعند الغزالي (حفرة).
(٧) تكرر هذا آنفاً. ولعله من الناسخ.
(٨) زيادة من المحقق، أخذاً من كلام الغزالي في البسيط.
(٩) في الأصل: "بازا" كذا تماماً.
(١٠) في الأصل: "نسترد".