للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطن عُرنة» رواه ابن ماجه (١).

[١١٣٤/ ٥] مسألة: (ويستحب أن يقف عند الصَّخَرات، وجبل الرحمة راكبًا)؛ لما جاء في حديث جابر : «أن النبي جعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخَرات، وجعل حَبْل المشاة (٢) بين يديه، واستقبل القبلة» (٣).

ويقف راكبًا على بعيره كما وقف النبي ، فإن ذلك أعون له على الدعاء.

(وقيل: الراجل أفضل)؛ لأنه أرفق بالبعير، ولأن النبي قال: «لا تتخذوا ظهورها مجالس» أو كما قال (٤)، ويحتمل أنهما سواءٌ؛ لتعارض الدليلين فيهما. (٥)

(ويكثر من الدعاء)؛ لأنه يومٌ ترجى فيه الإجابة، ولذلك أحببنا الفطر يومئذ ليتقوى على الدعاء، وروى ابن ماجه قال: قالت عائشة : إن


(١) سنن ابن ماجه (٣٠١٠) ٢/ ١٠٠١، وأصله في صحيح مسلم من حديث جابر (١٢١٨) ٢/ ٨٩٣.
(٢) حبل المشاة: قال النووي في شرح صحيح مسلم ٨/ ١٨٦: «فروي حبل بالحاء المهملة وإسكان الباء، وروى جبل بالجيم وفتح الباء، قال القاضي عياض : الأول أشبه بالحديث، وحبل المشاة: أي مجتمعهم، وحبل الرمل ما طال منه وضخم، وأما بالجيم فمعناه: طريقهم وحيث تسلك الرجالة».
(٣) وهو حديث جابر الطويل في الحج، سبق تخريجه في المسألة [١٠٠٨/ ١].
(٤) الحديث رواه المصنف بمعناه، وأصله في سنن أبي داود من حديث أبي هريرة (٢٥٦٧) ٣/ ٢٧، ولفظه: «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم»، وضعفه ابن القطان في بيان الوهم ٥/ ٧٥.
(٥) ما قرره المصنف من أنه يدعو راكبًا هو المذهب، وعليه أكثر الحنابلة، والرواية الثانية: التوقف، والرواية الثالثة: لا يجزئه أن يكون راكبًا. ينظر: المغني ٣/ ٢٠٨، ومجموع الفتاوى ٢٦/ ١٣٣ واختار أن الوقوف في جبل الرحمة بدعة، والفروع ٦/ ٤١، والإنصاف ٩/ ١٦١، وكشاف القناع ٦/ ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>