للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متقاربتين» (١)، ولأنها أول ذبيحة ذبحت عن الغلام فاستحب فيها ذلك تفاؤلًا بالسلامة له، كذاك قالت عائشة (٢)، وروي أيضًا عن عطاء (٣)، قال: أبو عبيد الله (٤) الهروي (٥): «تُقطع جُدولًا، ولا يُكسر لها عظمٌ، أي: عضوًا عضوًا، وهو الجدْل بالدال غير المعجمة، والإرْبُ، والشِّلْوُ، والعُضْوُ، والوِصْلُ كله واحدٌ (٦)» (٧).

[١٢٤٠/ ٤٩] مسألة: (وحكمها حكم الأضحيَّة)، فيجزئ فيها من بهيمة الأنعام ما يجزئ فيها، ويمنع فيها من العيب ما يمنع فيها، وسبيلها في الأكل والصدقة والهدية سبيلها.

[١٢٤١/ ٥٠] مسألة: (ولا تُسَنُّ الفَرَعَة: وهي أول ولد النّاقة، ولا العَتيرة: وهي ذبيحة رجب)، قال أبو عمرو الشيباني (٨): «هي الفَرَعَة


(١) ذلك فيما سمعه أبو داود من الإمام أحمد كما في سننه ٣/ ١٠٥.
(٢) لم أعثر على هذا المعنى في قول لها. ينظر: توثيق النقل عنها في المغني ٩/ ٣٦٦، وأما قولها في أنه لا تكسر عظام العقيقة فقد سبق الكلام حول تخريجه قريبًا.
(٣) ينظر: توثيق قوله في التمهيد لابن عبد البر ٤/ ٣٢١.
(٤) هكذا في نسخة المخطوط، ويوجد على لفظ الجلالة شبه دائرة، إلا أنها لا تدل على شطب أو إزالة، وكأنها أشارة لبحث في الكلمة من الناسخ والله أعلم، والصواب أن الاسم بدونها، كما سيأتي في الترجمة، والاسم بدون لفظ الجلالة مثبت في المغني ٩/ ٣٦٦، ويظهر أن الخطأ من الناسخ؛ لأن المصنف نقل عن أبي عبيد الهروي في العدة ص ٢٣٢ بدون إثبات لفظ الجلالة والله أعلم.
(٥) أبو عبيد الهروي هو: أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشافعي (ت ٤٠١ هـ)، عالم لغوي مؤدب، أخذ علم اللسان عن الأزهري وغيره، من تصانيفه: الغريبين في القرآن والحديث. ينظر: طبقات الشافعية للسبكي ١/ ١٧٥، ومعجم الأدباء ١/ ٦٤٠.
(٦) أي جميع ما سبق بمعنًى واحد. وينظر: في تقرير تلك المعاني التي ذكرها أبو عبيد الهروي في لسان العرب ١/ ٢٠٩، ١١/ ٧٢٦، ١٤/ ٤٤٣.
(٧) الغريبين في القرآن والحديث ١/ ٣٢٢.
(٨) أبو عمرو الشيباني هو: إسحاق بن مرار الكوفي مولى بني شيبان (٢١٣ هـ)، عالم لغوي محدث، كان مؤدبًا لأولاد ناس من بني شيبان فنسب إليهم، وكان واسع العلم باللغة والشعر، ثقة في الحديث، كثير السماع، وله كتب كثيرة في اللغة. ينظر: تاريخ بغداد ٦/ ٣٢٩، ومعجم الأدباء ٢/ ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>