للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسنٌ» (١). (٢)

[١٢٤٦/ ٥] مسألة: (وغزو البحر أفضل من غزو البرِّ) وذلك لما روي عن أنسٍ : «أنَّ النبي نام ثم استيقظ وهو يضحك! قالت أمُّ حرامٍ (٣): فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرضوا عليَّ غزاةً في سبيل الله، يركبون ثَبَجَ هذا البحر (٤)، ملوكٌ على الأسِرَّة، أو مِثلَ الملوك على الأسِرَّة» متفقٌ عليه (٥).

وروى أبو داود عن أم حرام عن النبي أنه قال: «المائد (٦) في البحر يصيبه القيء له أجر شهيدٍ، والغريق له أجر شهيدين» (٧).

وروى ابن ماجه عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: «شهيد البحر مثل شهيدي البرِّ، والمائد في البحر كالمُتَشَحِّط في دمه في البَرِّ، وما بين الموجَتَين كقاطع الدنيا في طاعة الله، وإنَّ الله


(١) جامع الترمذي (١٦٥٢) ٤/ ١٨٢، وقال الترمذي: «حديثٌ حسنٌ غريبٌ»، كما صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
(٢) سبق تقرير المذهب في بيان أفضل ما يتطوع به في أول باب التطوع.
(٣) أم حرام هي: بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية، صحابية مشهورة، خالة الصحابي أنس ، قال ابن عبدالبر: «لا أقف لها على اسم صحيح»، وكان رسول الله يكرمها، ويزورها في بيتها، ويَقيل عندها، ودعا لها بالشهادة، وخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية في البحر، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر، فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها، فماتت ودفنت في موضعها، وكان ذلك في إمارة معاوية وخلافة عثمان. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٩٣١، والإصابة ٨/ ١٨٩.
(٤) الثبج: معظم الشيء ووسطه وأعلاه، والجمع أثباج و ثبوج، وثبج البحر: أي وسطه. ينظر: لسان العرب ٢/ ٢٢٠، ومختار الصحاح ص ٣٥.
(٥) صحيح البخاري (٢٦٣٦) ٣/ ١٠٢٧، وصحيح مسلم (١٩١٢) ٣/ ١٥١٨.
(٦) المائد: هو الذي يركب البحر فتغثي نفسه من نتن ماء البحر حتى يدار به ويكاد يغشى عليه، فيقال: ماد به البحر يميد به ميدًا. ينظر: لسان العرب ٣/ ٤١٢.
(٧) سنن أبي داود (٢٤٩٣) ٣/ ٧، قال الألباني في الإرواء ٥/ ١٦: «إسناده حسن، ورجاله ثقات».

<<  <  ج: ص:  >  >>