للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية: يجوز؛ لقول الله سبحانه: ﴿مَا قَطَعْتُم مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الحشر: ٥]، وروى ابن عمر : «أن رسول الله حرَّق نخلَ بني النَّضير وقطع، وهي البُوَيرة (١)، فأنزل الله تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُم مِنْ لِينَةٍ﴾، ولها يقول حسان :

وهانَ على سراة بني لؤي … حريقٌ بالبويرة مستطيرُ»

متفقٌ عليه (٢).

وعن الزهري عن عروة قال: «فحدثني أسامة أن رسول الله كان عهد إليه فقال: «أغِر على أُبْنَى (٣) صباحًا، وحرِّق» رواه أبو داود، قيل لأبي مُسْهِر (٤): أُبْنَى؟! قال: «نحن أعلم، هي يُبنا فلسطين» (٥).


(١) البويرة: هي تصغير كلمة بورة، هي منازل اليهود بالمدينة. ينظر: الأماكن للهمداني ص ١٤٢، تاج العروس ١٠/ ١٥٧.
(٢) صحيح البخاري (٢٢٠١) ٢/ ٨١٩، (٣٨٠٧) ٤/ ١٤٧٩، وصحيح مسلم (١٧٤٦) ٣/ ١٣٦٥.
(٣) أبنى: هي اسم موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة، ويقال لها يبنى بالياء أيضًا، قال في المغني ٩/ ٢٣٤: «والصحيح أنها أبنى، كما جاءت الرواية، وهي قرية من أرض الكرك، في أطراف الشام، في الناحية التي قتل فيها أبوه، فأما يبنى فهي من أرض فلسطين، ولم يكن أسامة ليصل إليها، ولا يأمره النبي بالإغارة عليها، لبعدها، والخطر بالمصير إليها، لتوسطها في البلاد، وبعدها من طرف الشام، فما كان النبي ليأمره بالتغرير بالمسلمين، فكيف يحمل الخبر عليها، مع مخالفة لفظ الرواية، وفساد المعنى». ينظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ١٨، ولسان العرب ١٣/ ٦.
(٤) أبو مسهر هو: عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي (ت ٢١٨ هـ)،، إمام محدث ثقة، روى عن: سعيد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وصدقة بن خالد، ومالك بن أنس، وغيرهم، روى عنه: البخاري في كتاب الأدب، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وغيرهم. ينظر: التاريخ الكبير ٦/ ٩٣، وتهذيب التهذيب ٦/ ٩٠.
(٥) سنن أبي داود (٢٦١٦) ٣/ ٣٨،

<<  <  ج: ص:  >  >>