للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين لتَأذيهم بذلك؛ لأنهم يرونه منكرًا. (١)

[١٣٦٨/ ١] مسألة: (ويَلزَمُهم التَّمَيزُ عن المسلمين في شعورهم: فيحذفون مقادم رؤوسهم، وترك الفَرْقِ، وكُناهُم فلا يتكَنَّوْا بكنى المسلمين: كأبي القاسم، وأبي عبد الله، وركوبِهم: بترك الرُّكوب على السروج، وركوبهم عرضًا على الأُكُفِ، ولباسِهم: فيَلبَسوا ثوبًا يخالف ثيابهم كالعَسَلِّي والأدْكَن (٢)، وشدِّ الخِرَقِ في عَمائمهم وقلانسهم، ويُؤمر النَّصارى بشَدِّ الزُّنار فوق ثيابهم (٣)؛ لما روى اسماعيل بن عَياش (٤) عن غير واحد من أهل العلم قالوا: «كتب أهل الجزيرة إلى عبدالرحمن بن غَنْم (٥): إنّا شرطنا على أنفسنا أن لا نتشبه بالمسلمين في لُبس قَلنسوةٍ، ولا عِمامةٍ، ولا نعلين، ولا فَرْقِ شَعرٍ، ولا في مراكبهم، ولا نتكلمَ


(١) ما قرره المصنف من أنه يلزم الإمامَ إقامةُ الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه دون ما يعتقدون حله هو الصحيح من المذهب، والرواية الثانية: إن شاء لم يقم عليهم حد زنا بعضهم ببعض. ينظر: الكافي ٥/ ٥٩٧، والفروع ١٠/ ٣٣٣، والإنصاف ١٠/ ٤٤٦، وكشاف القناع ٧/ ٢٤٧.
(٢) العسلي والأدكن: هو نوع من لباس اليهود، قال في المطلع ص ٢٢٤: «قال الجوهري: وعسلي اليهود علامتهم، والظاهر أن هذا الضرب المعروف من الصوف، والأدكن الذي لونه يضرب إلى السواد».
(٣) في المطبوع من المقنع ص ١٤٨ زيادة قوله: (ويجعل في رقابهم خواتيم الرصاص أو جلجل يدخل معهم الحمام)، وسياق النقل عن ابن عمر عن أبيه يتضمنه.
(٤) إسماعيل بن عياش هو: أبو عتبة ابن سليم العنسي الحمصي (١٠٢ - ١٨٢ هـ)، قال في التقريب: «صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم»، سمع شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه الأعمش، وعبدالله بن المبارك، ويزيد بن هارون وغيرهم. ينظر: التاريخ الكبير ١/ ٣٦٩، والمنتظم ٩/ ٦٨، وتقريب التهذيب ١/ ١٠٩.
(٥) عبد الرحمن بن غنم هو: الأشعري (ت ٧٨ هـ)، مختلف في صحبته، وقيل: من كبار التابعين، ثقة، وكانت له جلالة وقدر، قال أحمد بن حنبل: «أدرك النبي ولم يسمع منه»، فكان مسلمًا باليمن في حياة النبي ، ولم يَفِدْ عليه، ولزم معاذ بن جبل. ينظر: الاستيعاب ٢/ ٨٥٠، وطبقات ابن سعد ٧/ ٤٤١، والإصابة ٥/ ١٠٦، وجامع التحصيل ص ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>