للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أهل الحضَرِ لا يلزم أن يلزم أهل البَدوِ الضَّرَرُ.

وأما إن أشار الحاضر على البادي من غير أن يباشر البيع له فقد رخَّصَ فيه طلحة بن عبيد الله (١).

[١٤٤٩٥] مسألة: (وإن باع سلعةً بنسيئةٍ لم يجز أن يشتريها بأقلَّ مما باعها نقدًا)؛ لما روى أبو إسحاق السَّبيعي عن امرأته العالية بنت أيفع بن شرحبيل (٢) قالت: «دخلت أنا وأم ولد زيد بن أرقم وامرأةٌ على عائشة ، فقالت أم ولد زيد بن أرقم: إني بعت غلامًا من زيد بن أرقم بثمانمئة درهمٍ إلى العَطاء، ثم اشتريته منه بستمئة درهمٍ. فقالت لها: بئْسَ ما شريتِ، وبئس ما اشتريتِ، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله إلا أن يتوب» رواه سعيد بن منصور، ورواه الإمام أحمد: حدثنا غندر (٣)، حدثنا شعبة، عن أبي اسحاق (٤).


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٣٤٤١) ٣/ ٢٧٠، عن سالم المكي أن أعرابيًّا حدثه أنه قدم بحلوبة له على عهد رسول الله ، فنزل على طلحة بن عبيد الله، فقال: «إن النبي نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق فانظر من يبايعك فشاورني حتى آمرك أو أنهاك»، وضعف إسناده المنذري في مختصره ٥/ ٨٣ وقال: «في إسناده محمد بن إسحاق، وفيه أيضًا رجل مجهول»، والألباني في ضعيف أبي داود (٣٤٤١).
(٢) العالية بنت أيفع بن شرحبيل هي: ابن ذي كبار امرأة أبي إسحاق، تابعية ثقة، تروي عن عائشة ، روى عنها: ابنها يونس بن أبى إسحاق السبيعي. ينظر: الإكمال ٧/ ١٣٩، والثقات ٥/ ٢٨٩.
(٣) غندر هو: أبو عبدالله محمد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري (ت ١٩٣ هـ)، الحافظ المجود الثبت، روى عن حسين المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن جريج، وشعبة فأكثر عنه، وروى عنه ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحي بن معين، وغيرهم. ينظر: التاريخ الكبير ١/ ٧٥، وسير أعلام النبلاء ٩/ ٩٨.
(٤) لم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور، ولا في الموجود من كتب الإمام أحمد، وقال ابن القيم في إعلام الموقعين عن سند الإمام أحمد: «رواه الإمام أحمد، وعمل به، وهذا حديث فيه شعبة، وإذا كان شعبة في حديث فاشدد يديك به، فمن جعل شعبة بينه وبين الله فقد استوثق لدينه»، وساق كلامًا في بيان ثبوت الحديث، كما صححه في حاشيته على سنن أبي داود ٩/ ٢٤٠ وقال: «الحديث محفوظ»، والأثر أخرجه عبدالرزاق في مصنفه ٨/ ١٨٤، والبيهقي في سننه ٥/ ٣٣٠ من طريق شعبة، والدارقطني في سننه ٣/ ٥٢، وقد ضُعِّفَ الحديث لجهالة زوجة أبي اسحاق، قلت: وقد سبق توثيقها، وبحث ابن القيم سند الحديث في الحاشية وغيرها كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>