للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غسل المرفقين؛ لأن جابرًا (١) قال: كان النبي «إذا توضأ أَمَرَّ الماء على مرفقيه» (٢)، وهذا يصلح بيانًا؛ لأن (إلى) تكون بمعنى: (مع)، كقوله تعالى: ﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٥٢]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ﴾ [النساء: ٢].

ويجب غسل أظفاره وإن طالت، والإصبَع الزائدة، واليد الزائدة التي أصلها في محل الفرض؛ لأنه في محل الفرض فوجب غسله كالأصلية.

[٦٨/ ٩] مسألة: (ثم يمسح رأسه (٣) كما روى عبد الله بن زيد في وصف وضوء النبي قال: «فمسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدَّم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه» متفقٌ عليه (٤)، وكذلك وصف المِقدام بن مَعْدي كَرِبَ (٥) رواه أبو داود (٦).


(١) جابر هو: أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الأنصاري السَّلَمي من بني سَلَمةَ (ت ٧٨ هـ) صحابيٌّ مدني مشهورٌ، شهد العقبة مع السبعين من أصحاب رسول الله ، وكان أصغرهم، وأراد شهود بدر فخلفه أبوه على أخواته، وخلفه أيضًا حين خرج إلى أحدٍ، وشهد ما بعد ذلك، كان من المكثرين الحفاظ. ينظر: الاستيعاب ١/ ٢٢٠، المنتظم ٦/ ٢٠٢، والإصابة ١/ ٤٣٤.
(٢) أخرجه الدارقطني في سننه ١/ ٨٣، والبيهقي في سننه ١/ ٥٦، بلفظ: «رأيت رسول الله يدير الماء على المرفق» وقال الدارقطني: «ليس بالقوي»، وضعفه ابن حجر في التلخيص الحبير ١/ ٥٦.
(٣) في المطبوع من المقنع ص ٢٩ زيادة: (فيبدأ بيديه من مقدم رأسه، ثم يُمِرُّهما إلى قفاه، ثم يردهما إلى مقدمه). ولعله استغنى عن ذكرها لأن معناها وارد في الحديث الآتي والله أعلم.
(٤) من حديث سبق تخريجه في المسألة [٦٤/ ٥].
(٥) المقدام بن معدي كرب هو: أبو كريمة الكندي (ت ٨٧ هـ) صحابيٌّ مشهورٌ، أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله ، نزيل الشام. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٤٨٢، والبداية والنهاية ٩/ ٧٣، وتهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢٤٠.
(٦) سنن أبي داود (١٢٢) ١/ ٣٠ ونصه: «قال: رأيت رسول الله توضأ فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه فأمرَّهما حتى بلغ القفا ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه»، كما أخرج الحديث الطبراني في معجمه الكبير (٦٥٦) ٢٠/ ٢٧٧. وصححه الألباني في صحيح أبي داود ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>