للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ويضرب بيديه مفرجتي الأصابع على التراب ضربةً واحدةً، فيمسح وجهه بباطن أصابع يديه، وكفيه براحتيه)؛ لقوله في حديث عمار : «إنما كان يكفيك أن تقول هكذا، وضرب بكفيه الأرض، ثم مسح الشِّمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجهه» متفقٌ عليه (١).

(وقال القاضي: المسنون ضربتان، يمسح بإحداهما وجهه، وبالأخرى يديه إلى المرفقين) (٢)؛ لما روى ابن الصِّمَّةِ (٣) عن النبي قال: «التيمم ضربةٌ للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين» (٤).

ولنا: حديث عمار، ولأن الله تعالى أمر بمسح اليدين، واليد عند إطلاق الشرع تتناول اليد إلى الكوع؛ بدليل قوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: ٣٨]، وأما حديث ابن الصِّمَّةِ ففي


(١) صحيح البخاري (٣٤٠) ١/ ١٣٣، وصحيح مسلم (٣٦٨) ١/ ٢٨٠، واللفظ لهما.
(٢) في المطبوع من المقنع ص ٣٥ زيادة قوله: (يضع بطون أصابع اليسرى على ظهر أصابع اليمنى، ويُمِرُّها إلى مرفقيه، ثم يدير بطن كفه إلى بطن الذراع ويمرها عليه، ويمر إبهام اليسرى على ظهر إبهام اليمنى، ويمسح اليسرى باليمنى كذلك، ويمسح إحدى الراحتين بالأخرى، ويخلل الأصابع)، ولعل المصنف استغنى عن ذكره لوروده بعد قليل ضمن شرحه.
(٣) ابن الصمة هو: أبو جهيم بن الحارث بن الصمة بن عمرو الأنصاري، من بني مالك بن النجار، صحابي، ابن أخت أبي بن كعب، روى عن النبي ، خرج إلى بدر، وكسر بالروحاء، فضرب له النبي بسهمه، وشهد أحدًا وثبت مع النبي ، وقتل يوم بئر معونة شهيدًا. ينظر: الثقات ٣/ ٧٣، وأسد الغابة ٦/ ٦٤، وتهذيب التهذيب ١٢/ ١٦٠.
(٤) لم أجد هذا الحديث من رواية ابن الصمة كما حكاه المصنف إلا عند الدارقطني من رواية أبي عصمة عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي جهيم، ومن رواية أبي معاذ عن خارجة عن عبد الله بن عطاء عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي جهيم عن النبي مثله، قال ابن عبد الهادي: «أبو عصمة وخارجة متكلم فيهما، وقد روي من حديث كاتب الليث، وهو مطعون فيه، وهو مخالف لما في الصحيح - يعني الحديث الآتي». ينظر: تنقيح أحاديث التعليق ١/ ٢١٨، والبدر المنير ٢/ ٦٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>