للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطيب (١) في فصل الوصل (٢): «إن هذا من كلام ابن مسعود » (٣).

والثانية: واجبٌ؛ لما روى كعب بن عجرة قال: «إن النبي خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ» متفقٌ عليه (٤)، أمرٌ والأمر يقتضي الوجوب، وقد روي: «قولوا اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ» (٥) أيَّ ذلك قال أجزأه. (٦)


(١) الخطيب هو: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي المعروف بالخطيب البغدادي (٣٩٢ - ٤٦٣ هـ)، الحافظ المتقن، تفقه على القاضي أبي الطيب الطبري وأبي الحسن المحاملي، واستفاد من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وأبي نصر ابن الصباغ، كان مكثرًا من التصنيف في الحديث خاصة، حتى ذكر أن مصنفاته في ذلك تزيد على ستين مصنفًا، ومنها: الفقيه والمتفقه، والفصل للوصل المدرج في النقل، وتاريخ بغداد. ينظر: طبقات الشافعية للسبكي ١/ ٤٢٤، تاريخ دمشق ٥/ ٣٢.
(٢) هكذا في نسخة المصنف، والصواب أنه (الفصل للوصل) كما هو مثبت في اسم الكتاب لترجمة المؤلف في الحاشية السابقة، أو يكون في اسمه خلاف، والله أعلم.
(٣) الفصل للوصل ١/ ١٠٣.
(٤) صحيح البخاري (٥٩٩٦) ٥/ ٢٣٣٨، وصحيح مسلم (٤٠٦) ١/ ٣٠٥ واللفظ له.
(٥) أخرجها النسائي في سننه (١٢٨٨) ٣/ ٤٧، وأصلها في الصحيحين كما سبق.
(٦) ما قرره المصنف هو بعض الروايات في المذهب، والرواية الثالثة: أن الصلاة على النبي ركن، وهي المذهب، وعليها أكثر الحنابلة. ينظر: الكافي ١/ ٣١٥، والفروع ٢/ ٢٤٧، والإنصاف ٣/ ٦٧٢، وكشاف القناع ٢/ ٤٥٢.
فائدة: بالنسبة لقول المصنف: (وإن شاء قال … ) يفيد التخيير، وقد حرر القاضي في الروايتين والوجهين ١/ ١٣٠ سبب ذلك فقال: «قال أبو بكر الخلال: لم يضبط المروذي عن أبي عبد الله كيف حكى الصلاة على النبي، والوجه في ذلك: أن كليهما مروي عن النبي، فمن أثبت الصلاة على إبراهيم قال: هو زائد، كان الأخذ به أولى، ومن حذف ذكر إبراهيم قال: لأن الرواية المشهورة بحذفه».

<<  <  ج: ص:  >  >>