للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وإن دعا بما ورد في الأخبار فلا بأس)، مثل ما روي عن عمير بن سعد (١) قال: سمعت عبد الله (٢) يقول: «إذا جلس أحدكم في صلاته ذكر التشهد، ثم ليقل: اللهم إني أسالك من الخير كله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسالك من خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبادك الصالحون، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد» رواه الأثرم (٣).


(١) هكذا في نسخة المخطوط، ولعل في الاسم تصحيف فإن عمير بن سعد هو: ابن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو الأنصاري (ت ١٨ هـ)، صحابيٌّ، روى عن النبي ، وشهد فتوح الشام، وتوفي قبل عبدالله بن مسعود المتوفى (ت ٣٢ هـ)، والصواب أنه أبو يحي عمير بن سعيد النخعي (ت ١١٧ هـ)، ثقة، روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والضحاك بن قيس الفهري، وعبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم. ينظر: معرفة الثقات ٢/ ١٩١، ومعجم الصحابة للبغوي ٢/ ٢٣٠، والاستيعاب ٣/ ١٢١٥، وميزان الاعتدال ٨/ ١٦٦.
فائدة: التصحيف المشار إليه هو في عدد من كتب التخريج منها: مصنف عبدالرزاق، وابن أبي شيبة وغيرهما، وقال شيخنا أ. د سعد الشثري في تحقيقه للكتاب الأخير ٣/ ١٤٩: «أن [سعد] وردت في إحدى نسخ الكتاب».
(٢) هو عبد الله بن مسعود ، وقد سبقت ترجمته.
(٣) لم أجده في المطبوع من سنن الأثرم، والأثر أخرجه عبدالرزاق في مصنفه ٢/ ٢٠٦، وابن أبي شيبة في مصنفه ١/ ٢٦٤، وحسنه من طريق ابن أبي شيبة ابن حجر في الفتح ٢/ ٣٢١ وقال: «وهذا الدعاء من المأثور غير مرفوع».
فائدة: قول المصنف: (وإن دعا بما ورد في الأخبار) هو على قسمين في المذهب:
الأول: أن يكون الدعاء من أمر الآخرة، كالدعاء بالرزق الحلال والرحمة والعصمة من الفواحش ونحوه، ولو لم يكن المدعو به يشبه ما ورد، فهذا يجوز الدعاء به في الصلاة، كما يجوز الدعاء لشخص معين، وعليه جمهور الحنابلة.
الثاني: الدعاء بغير ما ورد وليس من أمر الآخرة، فالصحيح من المذهب أنه لا يجوز الدعاء بذلك في الصلاة، وتبطل الصلاة به، وعليه أكثر الحنابلة. ينظر: الإنصاف ٣/ ٥٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>