للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصنفه فيه: جامعًا لأكثر الأحكام، ولقد صدق وبر ونصح، فهو الحبر الإمام، فإن من نظر فيه بعيني التحقيق والإنصاف، وجد ما قال حقًّا وافيًا بالمراد من غير خلاف» (١).

الثالث: إقبال الطلاب من بعد عصر المؤلف على العناية بالكتاب حفظًا وتدريسًا، وشرحًا وتلخيصًا، ونظمًا وتنقيحًا، حتى غدا أصلًا لجل المتون الفقهية الآتية بعده إلى يومنا، قال ابن المنجا (ت ٦٩٥ هـ): «ولما رأيت همم المشتغلين بمذهب الإمام المبجل، أحمد بن محمد بن حنبل ، متوفرة على حفظ الكتاب المسمى بالمقنع، تأليف الشيخ الإمام، العالم العلامة، شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله المقدسي، أحببت أن أشرحه، وأبين مراده وأوضحه، وأذكر دليل كل حكم وأصححه» (٢).

وقال ابن بدران: «واعلم أن لأصحابنا ثلاثة متون حازت اشتهارًا أيما اشتهار، أولها مختصر الخرقي فإن شهرته عند المتقدمين سارت مشرقًا ومغربًا، إلى أن ألف الموفق كتابه المقنع فاشتهر عند علماء المذهب قريبًا من اشتهار الخرقي، إلى عصر التسعمئة حيث ألف القاضي علاء الدين المرداوي التنقيح المشبع، ثم جاء بعده تقي الدين أحمد ابن النجار الشهير بالفتوحي فجمع المقنع مع التنقيح في كتاب سماه منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات، فعكف الناس عليه وهجروا ما سواه من كتب المتقدمين» (٣).

قلت: أصل مادة ما جاء بعد كتاب المقنع كالتنقيح ومنتهى الإرادات وزاد المستقنع وغيرها هي من كتاب المقنع، فسبحان من بارك في علم


(١) مقدمة الإنصاف ١/ ٥ - ٦.
(٢) مقدمة الممتع شرح المقنع ١/ ٨٨.
(٣) المدخل ص ٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>