للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله مقبلًا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه» رواهما أبو داود (١)، ولأنه يُشغِل عن الصلاة. (٢)

فإن كان لحاجةٍ لم يكره؛ لما روى أبو داود عن سهل بن الحنظلية (٣) قال: «ثُوِّب بالصلاة فجعل رسول الله يصلي وهو يلتفت إلى الشِّعْب» قال أبو داود: «وكان أرسل فارسًا إلى الشعب يحرس» (٤).

[٣٧٧/ ٥٥] مسألة: (و) يكره (رفع بصره إلى السماء)؛ لما روى البخاري أن أنسًا قال: قال النبي : «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله في ذلك حتى قال: ليَنْتَهُنَّ عن ذلك أو [لتُخْطَفَنَّ] (٥) أبصارهم» (٦). (٧)


(١) الحديث الأول: سبق تخريجه في البخاري، وبهذا اللفظ في سنن أبي داود (٩١٠) ١/ ٢٣٩.
والحديث الثاني: في مسند أحمد (٢١٥٤٧) ٥/ ١٧٢، وفي سنن أبي داود (٩٠٩) ١/ ٢٣٩، كما أخرج الحديث النسائي في سننه (١١٩٥) ٣/ ٨، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ١/ ٢٤٤، والحاكم في مستدركه ١/ ٣٦١، وقال: «هذا حديثٌ صحيحٌ الإسناد ولم يخرجاه».
(٢) قال في الإنصاف ٣/ ٥٨٨: «وهو مقيدٌ بما إذا كان يسيرًا، فأما إن كان كثيرًا مثل إن استدار بجملته أو استدبرها فإن صلاته تبطل بلا نزاع».
(٣) سهل بن الحنظلية هو: ابن عمرو بن عدي بن زيد بن جُشَمَ بن حارثة الأنصاري، صحابيٌّ، والحنظلية نسبة لأمه، وهي من بني تميم، بايع النبي تحت الشجرة، شهد أحدًا والخندق والمشاهد بعدهم مع رسول الله ، وكان جليسًا لأبي الدرداء، ونزل الشام إلى أن مات فيها، روى عنه أبو كبشة السلولي، والقاسم بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي مريم الشامي، توفي في خلافة معاوية. ينظر: التاريخ الكبير ٤/ ٩٨، وطبقات ابن سعد ٧/ ٤٠١، والإصابة ٣/ ١٦٩.
(٤) سنن أبي داود (٩١٦) ١/ ٢٤١.
(٥) في نسحة المخطوط (ليخطفن)، والمثبت من رواية البخاري الآتية، وأما ما ورد في المخطوط فيأتي في غالب كتب السنة مضاف إليها لفظ الجلالة (الله)، فتكون (أو ليخطفن الله أبصارهم) والله أعلم.
(٦) صحيح البخاري (٧١٧) ١/ ٢٦١.
(٧) ما قرره المصنف هو المذهب، والرواية الثانية: أن رفع البصر إلى السماء تبطل الصلاة به. ينظر: المغني ١/ ٣٦٩، والفروع ٢/ ٢٧٤، والإنصاف ٣/ ٥٩٠، وكشاف القناع ٢/ ٤٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>