للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(في الجماعة)؛ لذلك، (ويوتر) بهم الإمام (بعدها) بثلاث ركعات؛ لما روى مالك عن يزيد بن رومان (١) قال: «كان الناس يقومون في عهد عمر بثلاثٍ وعشرين ركعة» (٢)، قال أحمد: «يعجبني أن يصلى مع الإمام ويوتر معه؛ لأن النبي قال: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلةٍّ» (٣) (٤). (٥)

[٤٢٤/ ٥] مسألة: (فإن كان له تهجدٌ جعل الوتر بعده)؛ لقوله «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا» (٦)، وقال : «من خاف ألّا يقوم


(١) يزيد بن رومان: هو أبو روح الأسدي المدني، مولى آل الزبير (ت ٣٠ هـ)، تابعيٌّ ثقة، قرأ القرآن على عبد الله بن عياس بن أبي ربيعة، وقرأ عليه نافع بن أبي نعيم، كان عالمًا كثير الحديث، روى عن ابن الزبير، وأنس، وعبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمر، وصالح بن خوات بن جبير، وعروة بن الزبير، والزهري - هو من أقرانه -، وأرسل عن أبي هريرة، وروى عنه هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبو حازم سلمة بن دينار، وابن إسحاق وآخرون. ينظر: التاريخ الكبير ٨/ ٣٣١، والثقات ٥/ ٥٤٥، وتهذيب التهذيب ١١/ ٢٨٤
(٢) موطأ مالك ١/ ١١٥.
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث أبي ذر (٨٠٦) ٣/ ١٦٩، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ٣/ ٣٣٧، وابن حبان في صحيحه ٦/ ٢٨٨.
(٤) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ص ٩٠.
(٥) وقد اختلف في المذهب في عدد الركعات المستحب، وقال ابن تيمية في المجموع ٢٣/ ١١١: «والصواب أن ذلك جميعه حسن، كما قد نص على ذلك الإمام أحمد ، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد فإن النبي لم يوقت فيها عددًا، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره».
فائدة: نقل المصنف عن الإمام أحمد استحباب صلاة التراويح في جماعة، قال في الإنصاف ٤/ ١٦٨: «وعليه العمل في كل عصرٍ ومصرٍ»، والرواية الثانية: فعلها في البيت أفضل، أثبتها صاحب الفروع والإنصاف نقلًا عن ابن تيمية، وقال معلقًا عليها: «وصرح الأصحاب أن صلاتها جماعة أفضل، ونص عليه في رواية يوسف بن موسى». ينظر: الفروع ٢/ ٣٧٣
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر (٩٥٣) ١/ ٣٣٩، ومسلم في صحيحه (٧٥١) ١/ ٥١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>