للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدعو، وتكبر، وتفعل مثل ذلك - إلى أن قال: وتركع، ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتُصلِّي على النبي ، ثم تدعو، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك - وذكر الحديث -، فقال أبو موسى وحذيفة: صدق» (١).

ووجه الأولى: ما روى أبو داود عن عبدالله بن عمرو قال: قال نبي الله : «التكبير في الفطر سبعٌ في الأولى، وخمسٌ في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما» (٢)، ولأنه تكبير في إحدى ركعتي العيد فكان قبل القراءة كالأولى (٣)، أو نقول: قراءة في إحدى ركعتي العيد فكانت بعد التكبير كالأولى. (٤)

[٥٦٧/ ١٧] مسألة: (فإذا سَلَّم خَطَبَ بهم خطبتين يَجلس بينهما)؛ لما روى ابن ماجه عن أبي الزبير (٥) عن جابر قال: «خرج رسول الله يوم فطرٍ أو أضحى فخطب قائمًا، ثم قَعدَ قَعْدةً ثم


(١) سبق تخريجه في المسألة السابقة، وقال البيهقي في سننه ٣/ ٢٩١: «وهذا من قول عبد الله بن مسعود موقوف عليه، فنتابعه في الوقوف بين كل تكبيرتين للذكر، إذ لم يرو خلافه عن غيره، ونخالفه في عدد التكبيرات وتقديمهن على القراءة في الركعتين جميعًا بحديث رسول الله ثم فعل أهل الحرمين وعمل المسلمين إلى يومنا هذا».
(٢) سنن أبي داود (١١٥١) ١/ ٢٩٩، وصححه النووي في خلاصة الأحكام ٢/ ٨٣١.
(٣) يعني بالأولى: تكبيرة الإحرام والله أعلم.
(٤) ما قرره المصنف في الرواية الأولى هو المذهب، وهو أنه يقرأ بعد التكبير ولا يوالي بين القراءتين، وعليه أكثر الحنابلة، والرواية الثالثة: التخيير بين الرواية الأولى والثانية. ينظر: الكافي ١/ ٥٢٠، والفروع ٣/ ٢٠١، والإنصاف ٥/ ٣٤٩، وكشاف القناع ٣/ ٤٠٧.
(٥) أبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي مولى حكيم بن حزام القرشي (ت ١٢٦ هـ)، تابعيٌّ ثقةٌ، اشتهر بكنيته، وكان ذا عقل وحفظ لأحاديث النبي ، روى عن العبادلة الأربعة، وعائشة، وجابررضي الله عنهم، وكان مقدمًا في روايته عن جابر، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وعكرمة وغيرهم ، روى عنه: عطاء وهو من شيوخه، والزهري، وأيوب السختياني، والأعمش وغيرهم. ينظر: التاريخ الكبير ١/ ٢٢١، والثقات ٥/ ٣٥٢، وتهذيب التهذيب ٩/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>