للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام» (١).

إلا أنهما بعد الصلاة؛ لما روى ابن عمر أن النبي وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة، متفقٌ عليه (٢).

[٥٦٨/ ١٨] مسألة: (و) يُسَنُّ أن (يستفتح الأولى: بتسعِ تكبيرات، والثانية: بسبعٍ)، وذلك لأن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (٣) قال: «هو من السنة» ذكره البغوي (٤)، ولأن «النبي كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير» ذكره ابن عقيلٍ في الفصول (٥)، وروى مسلمٌ عن سعدٍ مؤذن النبي (٦): «أن النبي كان يكبر بين أضعاف الخطبة، يكثر التكبير


(١) سنن ابن ماجه (١٢٨٩) ١/ ٤٠٩، قال ابن رجب في الفتح ٦/ ٩٩: «الحديث من رواية إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف جدًّا».
(٢) صحيح البخاري (٩٢٠) ١/ ٣٢٧، وصحيح مسلم (٨٨٨) ٢/ ٦٠٥.
(٣) عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود هو: أبو عبدالله الهذلي المدني (ت ٩٨ هـ)، تابعي ثقة، وهو أحد فقهاء المدينة، مقدم جامع للعلم، وهو معلم عمر بن عبد العزيز، وكان أعمى، روى عن أبيه، وأرسل عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، وغيره من الصحابة، وروى عنه خلق كثيرون. ينظر: التاريخ الكبير ٥/ ٣٨٥، وتهذيب التهذيب ٧/ ٢٢.
(٤) لم أعثر على توثيقه من كتب البغوي التي وقفت عليها، وقد أخرج الأثر عبدالرزاق في مصنفه ٣/ ٢٩٠ والشافعي في الأم ١/ ٢٣٨ بنحو طريق عبدالرزاق، وعلق النووي في المجموع ٥/ ٢٨ على إسناد الشافعي بضعفه.
فائدة: قال في زاد المعاد ١/ ٤٤٨: «وكان يفتتح خطبه كلها بالحمدلله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير، وإنما روى ابن ماجه في سننه عن سعد القرظ مؤذن النبي أنه كان يكثر التكبير بين أضعاف الخطبة ويكثر التكبير في خطبتي العيدين، وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها به»، وقرر أنه اختيار شيخه ابن تيمية أيضًا. ينظر: الفروع ٣/ ٢٠٥.
(٥) لم أعثر على توثيقه.
(٦) سعد هو: ابن عائذ القرظ، مولى عمار بن ياسر، صحابيٌّ، كان يؤذن على عهد رسول الله وأبي بكر بقباء، فلما ولي عمر أنزله المدينة وكان يؤذن في مسجد رسول الله ، وتوارث أولاده الأذان بعده، قال البخاري: «قال لي ابن أبي أويس: سألت بعض ولد سعد لم سمي القرظ؟ قال: لأنه كان يتجر فكلما تجر في شيء نقص، حتى تجر في القرظ فربح فيه فلزم التجارة فيه». ينظر: التاريخ الكبير ٤/ ٤٦، والاستيعاب ٣/ ٥٩٣، والمنتظم ٥/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>