للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٦٥٣/ ٤٨] مسألة: (والشهيد لا يُغسَّل إلا أن يكون جُنبًا)؛ لما روى جابرٌ : «أن النبي أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم، ولم يغسَّلوا، ولم يصلِّ عليهم» رواه البخاري (١).

فإن قُتل جُنبًا غُسِّل؛ لأن النبي قال يوم أحد: «ما بال حنظلة بن الراهب (٢)، إني رأيت الملائكة تغسله؟! قالوا: إنه سمع الهائعة (٣) فخرج، ولم يغتسل» رواه الطيالسي (٤). (٥)

[٦٥٤/ ٤٩] مسألة: (ويُنْزع عنه السلاح والجلود، ويُزمَّل في ثيابه)؛ لما روى ابن عباس : «أن النبي أمر بقتلى أحدٍ أن ينزع عنهم الحديد، وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم» رواه أبو داود (٦).


(١) صحيح البخاري بمعناه من حديث جابر (١٢٧٨) ١/ ٤٥٠.
(٢) حنظلة بن الراهب هو: حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن الأوس الأنصاري المعروف بغسيل الملائكة، صحابيٌّ، والراهب لقب كان يطلق على أبيه في الجاهلية، ولما بعث النبي عاند ولم يسلم، وأسلم حنظلة ابنه، وزوجته جميلة بنت أبيّ أخت عبد الله بن أبي بن سلول، واستشهد في أحد التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب فعلاه بالسيف حتى قتله وقد كاد يقتل أبا سفيان. ينظر: والمنتظم ٣/ ١٨٤، والإصابة ٢/ ١٣٧.
(٣) الهائعة: أصلها من المهع، وهي الصوت الشديد، ومنه الهيعة: وهي الصيحة عند الفزع، وأطلقت في الحديث ويراد بها النداء للجهاد والله أعلم. ينظر: جمهرة اللغة ٢/ ٩٥٤، تاج العروس ٢٢/ ٤١٧.
(٤) لم أجده في المطبوع من مسند الطيالسي، والظاهر أن المصنف تبع في عزو الحديث شيخه في الكافي ٢/ ٢٥، وأما في المغني ٢/ ٢٠٥ فقد عزاه لابن اسحاق في المغازي، وهو كما قال في المغني ص ٣٣٢، والحديث أخرجه البيهقي أيضًا في سننه الكبرى ٤/ ١٥، وقال: «مرسل وهو فيما بين أهل المغازي معروف»، وصححه ابن حبان في صحيحه ١٥/ ٤٩٥.
(٥) ما قرره المصنف من أن الشهيد الجنب يغسل هو المذهب، والرواية الثانية: أنه لا يغسل. ينظر: الكافي ٢/ ٢٥، والفروع ٣/ ٢٩٦، والإنصاف ٦/ ٩٢، وكشاف القناع ٤/ ٨٤.
(٦) سنن أبي داود (٣١٣٤) ٣/ ١٩٥، كما أخرج الرواية أحمد في مسنده (٢٢١٧) ١/ ٢٤٧، وابن ماجه في سننه (١٥١٥) ١/ ٤٨٥، وضعفه النووي في خلاصة الأحكام ٢/ ٩٤٧، وابن الملقن في البدر المنير ٥/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>