كتاب شرح المقنع للبهاء المقدسي

باب - فصل في حمل الميت ودفنه - ج: 2 - ص: 54

[٦٩٨/ ٩٣] مسألة: (ويضعه في لحده على جنبه الأيمن مستقبل القبلة)؛ لقول النبي ﷺ: «إذا نام أحدكم فليتوسَّد بيمينه» (١).

[٦٩٩/ ٩٤] مسألة: (ويحثو التراب في القبر ثلاث حَثَيات)، قال ابن عقيل: «لأن الصحابة كانت على ذلك» (٢)، وروى جعفر بن محمد عن أبيه: «أن النبي ﷺ حثى على الميت ثلاث حثيات بيديه جميعًا» رواه الدارقطني (٣).

(ويُهال عليه التراب)؛ لأن دفنه واجب، وذلك يحصل بإهالة التراب عليه. (٤)

[٧٠٠/ ٩٥] مسألة: (ويرفع القبر عن الأرض قدر شبرٍ (٥)؛ ليعرف أنه قبرٌ فيتوقى، ويترحم على صاحبه، وروى الساجي (٦) عن جابر ﵁: «أن النبي ﷺ رُفع قبره عن الأرض قدر شبرٍ» (٧)، وروى القاسم بن محمد قال: «قلت لعائشة: يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول الله ﷺ وصاحبيه، فكشفت له عن ثلاثة قبور لا مشرفةٍ ولا لاطئةٍ، مبطوحةٌ ببطحاء العَرْصَة

---

(١) أخرجه بلفظه النسائي في سننه الكبرى من حديث البراء بن عازب ﵁ ٦/ ١٩٦، وأصل الحديث بنحوه في الصحيحين، وفي صحيح البخاري (٢٤٤) ١/ ٩٧، وفي صحيح مسلم (٢٧١٠) ٤/ ٢٠٨٠.
(٢) لم أعثر على توثيقه.
(٣) سنن الدارقطني ٢/ ٧٦ بنحوه عن عامر بن ربيعة عن أبيه، وليس جعفر بن محمد عن أبيه، ورواية جعفر التي ساقها المصنف أخرجها البيهقي في المعرفة ٣/ ١٨٣ وضعفها.
(٤) حاشية: بلغت المقابلة.
(٥) في المطبوع من المقنع ص ٨٠ زيادة قوله: (مسنمًا)، وسياق المسألة يقتضيه.
(٦) الساجي هو: أبو يحيى زكريا بن يحيى البصري (ت ٣٠٧ هـ)، محدثٌ حافظٌ، كان ذا معرفةٍ بالفقه والحديث، وله تصانيف في الاختلاف، وكتاب مشهورٌ في العلل، وغيرها. ينظر: الجرح والتعديل ٣/ ٦٠١، وتذكرة الحفاظ ٢/ ٧٠٩.
(٧) لم أقف على مصنفات لزكريا الساجي، والحديث أخرجه بنحوه البيهقي في سننه ٣/ ٤١٠، وصححه ابن حبان في صحيحه ١٤/ ٦٠٢.