للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قيمته نصابٌ من الجواهر، والصُّفْر، والزِّئبق، والقارِ (١)، والنِّفط (٢)، والكُحل، والزِّرنيخ، وسائر ما يسمى معدِنًا، ففيه الزَّكاة في الحال ربع العشر من قيمته (٣)، سواءٌ استخرجه في دفعة أو دفعات إذا لم يترك العمل بينها ترك إهمالٍ)؛ لقول الله : ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ﴾ [البقرة: ٢٦٧].

وروى الجوزجاني (٤) بإسناده عن بلال بن الحارث المزني (٥): «أن رسول الله أخذ من معادن القَبَلِيَّة الصدقة، وقدرها ربع العشر» (٦)؛ لأنها زكاةٌ في الأثمان فأشبهت زكاة سائر الأثمان، أو تتعلق بالقيمة أشبهت زكاة التِّجارة.


(١) القار: شيء أسود يطلى به السفن. ينظر: المطلع ص ١٣٣.
(٢) النفط: بكسر النون وفتحها، وقيل الكسر أفصح، وقيل الفتح أفصح، وهو دهن تطلى به الإبل للجرب والدبر والقردان وهو دون الكحيل - نوع من الأدهان أيضًا. ينظر: لسان العرب ٧/ ٤١٦، ومختار الصحاح ص ٢٨٠، والمصباح المنير ٢/ ٦١٨.
(٣) في المطبوع من المقنع ص ٩١ زيادة قوله: (أو من عينها إن كانت أثمانًا)، وقال في الإنصاف ٦/ ٥٨١: «ليس هذا من كلام المصنف، وإنما زاده بعض من أجاز له المصنف الإصلاح، قاله ابن المنجى».
(٤) الجوزجاني: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، (ت ٢٥٦ هـ)، ثقة حافظ، قال أبو بكر الخلال: «جليل جدًّا، كان أحمد يكاتبه ويكرمه إكرامًا شديدًا»، وكان له عن الإمام جزآن من المسائل. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٢٥٧، وتهذيب التهذيب ١/ ١٥٨.
(٥) بلال بن الحارث المزني هو: أبو عبد الرحمن المدني (ت ٦٠ هـ)، صحابي، أقطعه النبي العقيق، وكان صاحب لواء مزينة يوم الفتح، وكان يسكن وراء المدينة ثم تحول إلى البصرة، ولاه عمر ثم عزله. ينظر: الاستيعاب ١/ ١٨٣، والمنتظم ٥/ ٣٣٠، والإصابة ١/ ٣٢٦.
(٦) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى ٤/ ١٥٢، وابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٤٤، وضعفه البيهقي ونقل عن الشافعي تضعيفه وإنكاره «قال الشافعي: ليس هذا مما يثبت أهل الحديث، ولو ثبتوه لم تكن فيه رواية عن النبي إلا إقطاعه، فأما الزكاة في المعادن دون الخمس فليست مروية عن النبي ».

<<  <  ج: ص:  >  >>