للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الثانية: لا يصوم)؛ لقوله في الحديث الآخر: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عِدَّةَ شعبان ثلاثين» رواه البخاري (١)، إلا أنه يرويه محمد بن زياد (٢)، وقد خالفه سعيد بن المسيب فرواه عن أبي هريرة : «فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين» (٣)، وروايته أولى بالتقديم لوجهين: أحدهما: أنه إمام كبير، والثاني: أنه موافق لقول أبي هريرة (٤) ومذهبنا،


(١) صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (١٨١٠) ٢/ ٦٧٤، قال في شرح العمدة ٣/ ٨٨: «قال أبو بكر الإسماعيلي: قد رواه البخاري عن آدم عن شعبة فقال: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين، قال: وقد رويناه عن غندر وعبد الرحمن بن مهدي، وابن علية، وعيسى بن يونس، وشبانة، وعاصم بن علي، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وأبي داود، وآدم كلهم عن شعبة، لم يذكر أحد منهم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين، قال: وهذا يجوز أن يكون من آدم رواه على التفسير من عنده للخبر، وإلا فليس لانفراد البخاري عنه بهذا من بين من رواه عنه ومن بين سائر من ذكرنا ممن يرويه عن شعبة وجه»، وبنحوه ذكره ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف ٢/ ٧٤.
قال الحافظ في الفتح ٤/ ١٢١: «الذي ظنه الإسماعيلي صحيح، فقد رواه البيهقي من طريق إبراهيم بن يزيد عن آدم بلفظ: فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما، يعني: عدوا شعبان ثلاثين فوقع للبخاري إدراج التفسير في نفس الخبر».
(٢) محمد بن زياد هو: أبو الحارث القرشي الجمحي المدني، تابعي، ثقة، سكن البصرة، روى عن الفضل بن العباس، ومحيصة بن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة، وعبد الله بن الزبير وغيرهم، روى عنه: ابنه الحارث، وخالد الحذاء، والحسين بن واقد المروزي، وأيوب السختياني، وإبراهيم بن طهمان، وهشام بن حسان، ويونس بن عبيد، وشعبة وغيرهم، قال الذهبي: «مات سنة نيف وعشرين ومئة». ينظر: الثقات ٥/ ٣٧٢، وسير أعلام النبلاء ٥/ ٢٦٢، وتهذيب التهذيب ٩/ ١٤٩.
(٣) صحيح مسلم (١٠٨١) ٢/ ٧٦٢.
(٤) أخرجه الدارقطني في سننه ٢/ ١٦٣ من طريقين، أحدهما قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: «إنما الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين»، ورجال إسناده ثقات، وبنحوه في زاد المعاد لابن القيم ٢/ ٤٤ من رواية الفضل بن زياد في مسائله عن الإمام أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>